ثورة العامري ( البوازيد)1876
المبحث الأول : أصل البوازيد:
يعود أصل البوازيد إلى الولي الصالح سيدي بوزيد بن علي بن مهدي بن صفوان بنمروان بن يسار بن موسى بن سليمان بن يحيى بن موسى بن عيسى بن إدريس الأصغر بن إدريسالأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن السبط بن الحسن المثنى بن علي بن أبي طالبوفاطمة بنت الرسول ¬_ صلى الله عليه وسلم _ .ولد سيدي بوزيد بمكة المكرمة في بداية القرن الخامس (420هـ،1050م)،ومن صفاتهأنه كان أشقر اللون، مقرون الحاجب، كثيف اللحية، له علامة في طرف جبهته ،وهو جرحأصابه به جواد من الخيل وهو في سن الثامنة عشر ،كما عاش من العمر ما قارب 163 سنة،تلقى تعليمه الأول في مسقط رأسه ،حيث حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز من العمر 10سنوات ،كما درس الفقه والحديث وعلوم الشريعة، وتتلمذ على يد شيوخ أجلاء منهم أبوحامد الغزالي، سيدي ابن العربي،وغيرهم من العلماء.وعندما بلغ من العمر أربعين سنة، عزم على الرحيل لزيارة ضريح إدريس الأكبر،في المغرب الأقصى الشقيق، فاستغرقت رحلته نحو 40 سنة،وقد شهد له سكان المناطق التيحل بها بالعلم وسعة الرزق وحسن الأخلاق.و بمدينة فاس بالمغرب الأقصى ، طاب له العيش فإستقر بها، إلى أن أصبح حاكمالها ،ولكن ومع مرور الوقت نشب نزاع بينه وبين أبناء عمه الأدارسة، فتنازل لهم عنالحكم ورحل هو وأفراد عائلته إلى جبل راشد بالمغرب الأقصى، و في سنة (510هـ، 1150م)،زار الجزائر، أين استقر في منطقة "بجبل العمور"،حملت اسمه "قرية سيدي بوزيد "،كما يوجد بها ضريحه .
تو
مسلم كتب:فى في (580هـ،1210م)،خلف أربعة أولاد هم : عبد الله ،محمد، أحمد، علي .عبد الله وذريته:§أولاد عبد الله هم جزء كبير من سكان القرية حيث ضريح سيدي بوزيد، والجزءالآخر توزعوا بين الهامل بمدينة بوسعادة،و تاقين (قرب مدينة معسكر) ،أولاد سيديالعيد في فرندة بمدينة تيارت، أولاد عبد المالك في ثنية الحد بمنطقةتيسمسيلت .
محمد وذريته:§أولاد سيدي محمد غادروا كلهم إلى المغرب ولم يبق أحد من ذريته في الجزائر،وهم الآن موزعون بين تازا والدار البيضاء بالمغرب الأقصى ،حيث قرية بالقرب من هذهالمدينة تحمل اسم سيدي بوزيد.أحمد وذريته:§أولاد أحمد وهم موجودون كلهم في أقصى الشرق الجزائري حتى تونس، حيث تحملولاية تونسية اسم سيدي بوزيد. نبغ من أولاده وأسلافه كثير من العلماء والأولياءمنهم:• سيدي محمد بالقاسم الهاملي، وضريحه في بلدية الهامل بالقرب منبوسعادة.• سيدي الحسين بن أحمد البوزيدي مدرس بالأزهر في مصر.• سيدي محمد بوزيدي المستغانمي شيخ الطريقة الشاذلية الشهيرة.• سيدي إبراهيم بن أحمد شيخ طريقة ومؤسس الزاوية القادرية في تونس .• سيدي محمد البوزيدي المغربي شيخ الطريقة الدرقاوية.• العالم الصوفي الكبير بن عجيبة المغربي، صاحب المؤلفات العديدة، من ضمنها:
أيقاظ الهمم في شرح الحكم العطائية لابن عط الله الإسكندري.• العلامة سيدي محمد الشاذلي القسنطيني وكان من الأصدقاء المقربين للأميرعبد القادر.علي و ذريته:§وهم أولاد جلول، أولاد إدريس، أولاد أيوب، أولاد جعفر لجبابرة (المدعوونالبوازيد الشراقة) وأولاد عيسى بالقبائل وهم ينتمون إلى الزاوية الرحمانية أولادأسعود في منطقة البيض، أولاد صافي في منطقة سيدي بلعباس، بني سعد في منطقة تلمسان،أولاد بوزيد بن عبد الله في منطقة غيليزان.
فادي كتب:
- الكود:
وقد أشتهر عرش البوازيد عموما بالشجاعة والكرم وسعة العلم لقول الشاعر:
وحاصل الذكر أن البوازيد كلهم فإما شجـاع بالسلاح مغمـد
وإما كريم الضيفللقرى وإما مـلك سائس يتهــدد
وإما همام العصر سلطان قائد وإما تقي بـلتقىيتعبــد
وإما ولى كامل يرشد الورى وإما عليـم للعلــوم مجـدد
وإما فتى حملالقرآن ربنا وإما إمام خطيب مصهرد
وإما كريم الضيفللقرى وإما مـلك سائس يتهــدد
وإما همام العصر سلطان قائد وإما تقي بـلتقىيتعبــد
وإما ولى كامل يرشد الورى وإما عليـم للعلــوم مجـدد
وإما فتى حملالقرآن ربنا وإما إمام خطيب مصهرد
و بوازيد منطقة الزاب بمدينة طولقة ينتمون إلى الابن الرابع لسيدي بوزيد علىبن سيدي بوزيد، و بسبب الإضطهاد الذي تعرض له هؤلاء البوازيد في الغرب الجزائري منقبل أمراء تلمسان ،انسحبوا تباعا إلى جبل عمور ( عين الريش )،ثم إلى أولاد جلالوأخيرا استقروا في العامري .
كما أن بوازيد فوغالة، كانوا يتنقلون إلى سوق السبت الموجودة في طولقة، حيثكانوا يقصدونها لفرز التمور (دقلة نور) ،وتنقلاتهم كانت وما تتم في مجموعات .
وبعد استقرارهم في العامري، شرع البوازيد في تشييد المنازل وبعض المرافقالمهمة كالمسجد القديم على سبيل المثال .
كما أنهم كانوا يمتلكون ثروة هائلة، والمتمثلة في قطعان الماشية والتي كانتسببا في انتقالهم إلى التل في مواسم الحر .
وعن تاريخهم في المنطقة قبل الاحتلال الفرنسي ،فقد كانت منطقة لغروس فيالعهد التركي تحت قيادة البوزيدي (شيخ الغروس)،وذلك بعد منحه صالح باي الزميرليالبرنس الأزرق ،كدليل على تعينه شيخ العرب بالزاب الشرقي ،حيث كان هذا البرنسالأزرق اللون دليل على مرتبة المشيخة ،وكان هذا الشيخ تابع لأوامر القايد التركيالذي يلبس البرنس الأحمر . كما حرص البوازيد على تقديم لشيخ العرب300 فارس تساعدهفي عملية استخلاص الضرائب من سكان الزاب .
وفي أواخر القرن17 وبداية القرن 18 قادة أم هاني التركية بنت رجب بايقسنطينة(ضرة جراحة بنت الشيخ الحداد والدة فرحات بن السعيد ) ، حركتها في منطقةالزاب ،فكان من أهم نتائجها انقسام قبائل الجنوب إلى قسمين حيث ضم:
القسم الأول: أهل بن علي، الشرفة، غمرة فامتنعوا عن تقديم الطاعة لشيخالعرب
إلا بقوة السلاح.
إلا بقوة السلاح.
القسم الثاني : البوازيد ،أولاد زكري الذين قدموا لشيخ العرب الطاعة العمياء .
وبقى الولاء إلى غاية الاحتلال الفرنسي للزيبان 1844، وفي هذه المرحلة لميختلف الوضع كثيرا حيث ظل البوازيد أوفياء لشيخ العرب وحادثة مقتل فرحات بن السعيدعلى يد البوازيد 1842 اكبر دليل على ذلك .
وبقى الولاء إلى غاية الاحتلال الفرنسي للزيبان 1844، وفي هذه المرحلة لميختلف الوضع كثيرا حيث ظل البوازيد أوفياء لشيخ العرب وحادثة مقتل فرحات بن السعيدعلى يد البوازيد 1842 اكبر دليل على ذلك .
۞ لمحة عامة عن واحة العامري
تقع واحة العامري في الجنوب الغربي لمدينة بسكرة، على بعد 50 كلم تقريبا علىمجرى مائي ينحدر من جبال أقسوم ويصب في وادي جدي ،و قد قامت هذه القرية على أنقاضقرية قديمة تدعى بيقو تقع على بعد 500 م شرق القرية الحالية، و قد زالت آثار هذهالقرية و لم يبق من أثارها إلا القليل∙
أما القرية الحديثة (العامري) ،فهي قرية بسيطة البناء مبنية من الأخشاب والجريد، يتجاوز عدد دورها 300 دار يحيط بها سور حصين، مزود بمنافذ و أبراج لمراقبةمحيطها، و لدفاع عنها ، يوجد بالقرية مدخلان (شرقي وغربي) و هما عبارة عن بابينيوصدان بعد صلاة العشاء ،و يفتحان مع طلوع الشمس،كما يوجد بها قصر العامري المكونمن منازل متجاورة∙
و قد كانت حياتها الاقتصادية جد مزدهرة، و ذلك بسبب وجود الكثير من المتاجرو دور الحرفيين ( صناع، حدادين... الخ).
والمنطقة مشتهرة بصناعة الزرابي و البرانس الجزائرية ، و صناعة السلاحكالحراب و الخناجر و كذلك صناعة البارود، كما كانت تقام بها سوق أسبوعية كل يومجمعة ، و أهالي المنطقة يعتمدون في معيشتهم على غرس النخيل، و زراعة الحبوب والخضر، و على رعي المواشي و الإبل و تربية الخيول خاصة عند البوازيد الرحلالمنتشرين في ضواحي القرية.
أما فيما يخص الجانب الثقافي للواحة، فهو لا يقل نشاطا و ثراء عن الجانبالاقتصادي، فقرية العامري كثرت بها دور العلم خاصة المساجد و قد لعبت دورا فعالا فيالحياة الثقافية بالمنطقة، فأصبحت مقصدا لكثير من العلماء في بلاد الجريدو نفطة ،كما اشتهر بها عدد من الأطباء العارفين بفن الطب .
۞ نبذة عن حياة الشيخ أمحمد يحيى:
هو الشيخ أمحمد يحيى بن محمد بن الصغير بن عبد الله ،ولد سنة1841 ،و هو زعيمقبيلة أولاد إدريس ، و هو فرع من أولاد بوزيد، و لا يعرف شيء عن حياته قبل أن يتزعمالثورة، سوى أنه كان من عائلة ميسورة الحال، و لديه القدر الكافي من العلم.
وبسبب ذكائه أصبح أمين وصاحب سر القائد، كما شغل منصب كاتب (خوجة) القايدبولخراص بن قانة و لعدة سنوات وهذا ما جعله يتزعم عرش أولاد إدريس، و قد تزعمالثورة و هو في سن الخامسة والثلاثين .
كما أنه عرف بالبطولة و حسن الخلق و الذكاء، و قد ساعده منصبه كثيرا علىتقصي الأمور عن كثب و إدراك النوايا الحقيقية للعدو الفرنسي، فعارضها و تصدى لها،فطلب منه بولخراص الاستقالة من منصبه لشيخ قبيلة أولاد إدريس،بتهمه كتابة شكاويباسم الأهالي وإرسالها إلى قائد المنطقة ،ورغم تأكيد خبراء الخطوط على براءة أمحمديحيى ،إلا أن بن قانة أصر على عزله من هذا المنصب ،وهذا ما زاد فيه رغبة فيالانتقام والتحالف مع علي باي لأجل ذلك ما أنه ينحدر من أسرة عريقة نبغ منها أخوه مسعود الذي كان قاضيا بمدينة بسكرة.